قلق.. من تكرار سيناريو الحضري

عندما رحل وائل جمعة الموسم الماضي إلي نادي السيليه القطري علي سبيل الاعارة كان بسبب عدم قدرته علي التوصل لحل مع البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق في موضوع المشاركة بعد ان ظل فترة طويلة علي دكة البدلاء حتي تأثر مستواه بشدة ولولا معسكرات المنتخب التي كان دائم التواجد فيها لما شاهدنا وائل جمعة يتألق مع المنتخب في كأس الأمم الافريقية الأخيرة في غانا.. ولعل ظهوره بهذا الشكل مع المنتخب في هذه البطولة هو السبب الأول الذي جعل لجنة الكرة بالنادي تفكر في استعادته مرة أخري بعد انتهاء الاعارة علي الرغم من أن النادي القطري كان يطلب مد الاعارة أو تحويلها لبيع نهائي لكن لجنة الكرة بالأهلي رفضت لأن الفريق في حاجة لجهود أحد أفضل مدافعي القارة بأكملها.. لكن كانت هناك مشكلة هي ان البرتغالي مانويل جوزيه لايرغب في استعادة جمعة لانه غير مقتنع بامكانياته في الوقت الحالي ويعيب عليه بعض المشكلات وحاول اكثر من مرة تغيير اسلوبة في الملعب لكنه وجد اصرارا من اللاعب علي ارتكاب نفس الاخطاء مثل استخدام يده في جذب اللاعب الذي يراقبه وهو ما دائما يتسبب في احتساب اخطاء مع الفريق في أوقات وأماكن خطيرة جدا.. ايضا يعيب عليه بطئة الشديد.. فأي مهاجم سريع يمكنه المرور منه بسهولة واحراز الأهداف هذه المشكلة لم تتمكن لجنة الكرة من حلها فلا يمكنها التدخل في عمل المدير الفني للفريق واجبارة علي اشراك لاعب بعينه علي حساب آخر لهذا ومع أول اخطاء وائل جمعة في المباريات الرسمية قام جوزيه بابعاده عن التشكيل وجلس علي دكة الاحتياط في لقاءين متتاليين امام اسيك ابيدجان في كوت ديفوار في بطولة افريقيا للأندية الابطال والاوليمبي في افتتاح لقاءات الدوري المحلي الجديد وهو ما جعل اللاعب يتأكد من صدق توقعاته السابقة بأن جوزيه لم يغير رأيه عنه وموقفه الذي يتخذه تجاهه منذ الموسم الماضي وان عودته لصفوف الأهلي كانت مجرد منظر أو ديكور لسد العجز الذي كان متوقعا حدوثه بعد اصابة عماد النحاس بقطع في الرباط الصليبي قبل نهاية الموسم الماضي. ولان جمعة يجيد التحدث بالانجليزية ذهب مباشرة لجوزيه وحاول الاستفسار منه عن سبب ابعاده عن المباراتين فكانت الصدمة من الخواجة البرتغالي الذي أخبره ان محمد سمير المدافع الواعد ظهر بشكل رائع خلال مباراة اسيك وقدم مستوي جيد واستمر بنفس هذا الآداء خلال مباراة الأوليمبي لهذا كان من الطبيعي ان يستمر في الملعب لانه الافضل حاليا والعدالة تتطلب حصوله علي فرصته كاملة.. لم يجد جمعة ما يردده علي كلام جوزيه لكنه قرر عدم الوقوف صامتا أمام ما يحدث خاصة وان لجنة الكرة اضاعت عليه اكثر من عرض احتراف جيد في الشهور الأخيرة بعد انتهاء فترة اعارته كان منها عرضا من نادي النصر السعودي وكذلك اهلي دبي هذا بالاضافة للسيلية القطري الذي كان يلعب له وخلال رحلة المنتخب لملاوي تلقي جمعة عرضا يونانيا من نادي باوك سالونيك وابدي رغبته في الانتقال إليهم لكن لجنة الكرة رفضت وطالبته بنسيان موضوع الاحتراف لان الفريق يحتاجه وبالفعل التزم اللاعب واغلق فكرة الاحتراف بشكل نهائي لكن تصرفات جوزيه وكلامه كان له تأثير مختلف تماما حيث عاد وائل جمعة للحديث مرة أخري عن رغبته في الرحيل والاحتراف سواء في أحد اندية الخليج أو في أوروبا حتي يضمن بقاءه في الملعب والمشاركة بشكل أساسي لهذا طلب الرحيل بشكل رسمي. لكن لجنة الكرة رفضت التعليق بأي شكل علي طلب جمعة وارجأت البت في موضوعه لحين معرفة رأي الجهاز الفني ومهما كان لن تتم الموافقة علي رحيل جمعة بسبب قلة عدد المدافعين فلا يوجد سوي شادي محمد واحمد السيد ومحمد سمير ورامي عادل فلابد أن ينتظر علي الأقل حتي يعود عماد النحاس للتدريبات ويصبح جاهزا للمشاركة مع الفريق.
وهناك شيء جديد جعل لجنة الكرة تزيد من تعنتها مع وائل جمعة هو محاولة عصام الحضري حارس مرمي الفريق السابق وسيون السويسري الحالي يسعي حاليا لضم وائل جمعة لصفوف ناديه السويسري بنفس الطريقة الذي رحل بها خاصة ان جمعة تخطي سن ال 28 عاما ومر أكثر من نصف عقده مع الأهلي واخطارهم برغبته في الرحيل رسميا يعد تمهيدا جيدا لرحيله وجانب يزيد من شرعيته.